تاريخ الوداد البيضاوى

 

Club
الوداد الرياضي
المغرب


تأسس سنة : 1937
http://www.wydadfoot.ma

 
 

تقديم للنادي

صورة الفريق

يعتبر نادي الوداد الرياضي من اهم الاندية المغربية لكرة القدم, اسس في 8 ماي 1937 على يد الحاج محمد بنجلون التويمي, و الحاج الدكتور عبد اللطيف بنجلون التويمي و الاب جيكو (بن لحسن). و هو النادي المغربي الوحيد الذي اسس بدوافع وطنية حيث كان مكونا من لاعبين مغاربة إبان فترة الحماية بالمغرب و كان رمزا من رموز المقاومة.

أصل تاسيس النادي

يكمن أصل تأسيس النادي في مقاومة الضغط الذي كانت تفرضه سلطات الحماية الفرنسية, حيث انه قبل استقلال المغرب كان ميناء الدار البيضاء محاطا بعدد كبير من المسابح التي كانت مخصصة للاندية و الجمعيات الرياضية فقط, تحت إشراف أوروبيين طبعا.و انطلاقا من 1935 سنة انخرط العديد من المغاربة اليهود و المسلمين في عدة أندية للاستفادة من المسابح الخاصة, و لكن سرعان ما تم طردهم من طرف المستعمرين بسبب تخوفهم من ازدياد عددهم, و من هنا جاءت فكرة تأسيس ناد مغربي من طرف مغاربة فقط, فأصبح من حق النادي الإستفادة من المسابح و المشاركة في منافسات كرة الماء (Water-polo)...و لكن تاسيس نادي الوداد الرياضي لم يكن بالسهولة التي من الممكن تخيلها, حيث عانى اعضاء النواة الأصلية, الحاج محمد بنجلون التويمي, و الحاج الدكتور عبد اللطيف بنجلون التويمي من جراء رفض السلطات الفرنسية المتواصل لفكرة تأسيس ناد "مغربي التأسيس و الأعضاء", ما دفعهم للجوء الى الجمعية الفرانكو-مغربية لمحاولة تعديل الأمور الخاصة بتسجيل اسم النادي, و على اثرها تدخل المقيم العام في المغرب آنذاك "موريس نوغيس" Maurice Noguès شخصيا للسماح بتأسيس الوداد, و لكن بشروط محددة:

1- إبعاد كل ما هو ديني او بالأحرى كل ما له صلة بالأسلام عن النشاطات الرياضية بالنادي.

2- إبعاد السياسة أيضا.

3- عدم اتخاذ مواقف عنصرية ضد الأوروبيين عامة و الفرنسيين خاصة.

4- اقتسام فروع المكتب المسير للنادي, و التي يبلغ عددها 12, بين الفرنسيين و المغاربة.

و بهذا, و لأول مرة في المغرب, انتهت في 8 مارس 1937 قصة تأسيس اول ناد مغربي مؤسس من طرف مغاربة.

أول مكتب مسير للنادي

أعضاء أول مكتب مسير للنادي كانو 12 مناصفة بين المغاربة و الفرنسيين

- الرئيس : الحاج محمد بنجلون التويمي

- محمد زروق

- محمد بلحسن (الأب جيكو)

- الحاج محمد بن محمد بن لحسن بنجلون

- محمد ماصون

- Lucien Bilikrinieu طبيب أسنان

- Croné Vivirel مساعد أستاذ

- Boravel رئيس تحرير جريدة Le matin

- الدكتور Bienvenu

- Pierre André مدير مدرسة الأعيان

-  Charles Benchetrit

- Ralph Botbol

و يجدر بالذكر بأن الفضل الكبير يعود للدكتور الحاج عبد اللطيف بنجلون التويمي, حيث كانت مساهماته مشهودا بها في تأسيس النادي و إدارته و كذا الاهتمام بتوسيع نشاطاته و فروعه التي امتدت من الرياضات المائية إلى فرع كرة السلة

(1939)

وبعد تأسيس النادي بسنتين, أسس فرع كرة القدم وتم تشكيل أول فريق تحت إمرة "أب الكرة المغربية" المرحوم الأب جيكو ، الفريق الذي صنع لنفسه إسما قويا في مجال الكرة بعد سنوات قليلة من إنشائه.
 
 
 
 
 
صورة لأول فريق للوداد في سنة 1939
 
 

 

سبب إختيار اسم النادي

في غمرة المحاولات التي كان يبذلها المؤسسون للوداد للحصول على الترخيص من السلطات الفرنسية، و في إجتماعات تأسيس النادي، طرح مشكل الاسم الذي سيطلق على الفريق، تم إقتراح عدة أسماء و في إحدى تلك الإجتماعات حضر الدكتور بن جلون -لا يقرب لمؤسس الوداد بأي قرابة عائلية- متأخرا ، و برر تأخره بعد الإستفسار أنه كان يشاهد فيلما سينيمائيا لأم كلثوم عنوانه "وداد" و تزامن مع هدا الجواب إنطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الإجتماع  تفاءل بها المجتمعون. أبدى بنجلون تأييده لاختيار هذا الاسم، لكن تدخل بعض الحاضرين أدى إلى عدم الحسم النهائي في الاسم، إلا بعد حضور عدد كبير من المسيرين واللاعبين، إذ تمت الموافقة على الاسم بعد عقد جمع عام، و كانت النتيجة إقتراح و إختيار اسم الوداد الرياضي إسما للنادي بدون إدراج كلمة البيضاوي لأن النادي يمثل جميع المغاربة وليس فقط سكان الدار البيضاء.

 

 

سبب إختيار لون زي النادي

كان اللون الأول الذي تم الإتفاق عليه من طرف الأعضاء المؤسسين للنادي هو اللون الأحمر، لما يمثله هذا اللون للمغاربة حيث أن العلم المغربي عبارة عن مستطيل أحمر تتوسطه نجمة خماسية خضراء، فقد كان إختيار اللون الأحمر بالنسبة للأعضاء بمثابة التشبت برمز من أهم رموز الوطن.

 

 

 

تقديم النادي

الألقاب 

وداد الأمة

الشياطين الحمر

القلعة الحمراء

نادي القرن بالمغرب

سنة التأسيس

8 ماي 1937

الوضعية القانونية

جمعية رياضية

رقم الإنضمام إلى الجامعة

001

المقر الرسمي للنادي

مركب الحاج بن جلون - حي الملاعب -  الوازيس/بوسيجور - الدار البيضاء - المغرب

ملعب النادي

مركب محمد الخامس - الدار البيضاء

رقم الهاتف

00 38 99 22 5 212 00

الفاكس

91 13 99 22 5 212 00

الموقع الرسمي

www.wydadfoot.ma

البريد الإلكروني

wac.foot@menara.ma

بطولة المغرب

البطولة الوطنية

17 بطولة :


48/49/50/51/55/57/66

69/76/77/78/86/90/91

93/2006/2010

 

كأس العرش

9 كؤوس :

70/78/79

81/89/94

97/98/2001

6 نهائيات :

1957/1958
1961/1964
2003/2004

دوري أبطال افريقيا

بطولة واحدة : 1992

كأس الكؤوس الإفريقية

كأس واحدة : 2002

الكأس الأفروآسيوية

كأس واحدة : 1993

دوري أبطال العرب

كأس واحدة : 1989

نهايتين: 2008 ; 2009

الكأس العربية الممتازة

كأس واحدة : 1990

بطولة شمال افريقيا

3 بطولات : 1948/1949/1950

كأس شمال افريقيا

كأس واحدة : 1948

كأس محمد الخامس

كأس واحدة : 1979

كأس الاستقلال

كأس واحدة : 1956

كأس الإتحاد الإفريقي

نهاية واحدة : 1999

 

 المركب الرياضي محمد الخامس - الدار البيضاء
تاريخ التشييد
6 مارس 1955
الطاقة الإستيعابية
مقاعد عامة: 80000
14 ألف مقعد مغطى و 150 مقعدا مغطى للأشخاص المعاقين
مقاعد للإعلاميين: 3325
مقاعد لكبار الشخصيات: 500
نسبة المقاعد المظللة: 35%
تاريخ الملعب
تم تأسيسه سنة 1955 تحت اسم Stade Marcel Cerdan(ملاكم فرنسي عرف بحبه للوداد) بطاقة استيعابية ناهزت الـ30.000 متفرج, و لكن سرعان ما تغير اسمه إلى "الملعب الشرفي" مباشرة بعد استقلال المغرب.
 
عند نهاية السبعينيات, و في خضم تحضيرات مدينة الدار البيضاء كمدينة منظمة لمنافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1983, تم غلق الملعب لإجراء بعض التحديثات شملت السبورة الإلكترونية و توسيع سعة الملعب, و فتح بعد ذلك سنة 1983 تحت اسم "ملعب محمد الخامس".
 
في سنة 2000, كان لا بد من تحديث الملعب مرة أخرى نظرا لترشح المغرب لتنظيم كأس العالم, حيث تم تلوين كراسي المنصة المكشوفة و المغطاة باللونين الأحمر و الأخضر مناصفة و تحديد الطاقة الاستيعابية للمدرجات في 60.000.
 
حاليا, و منذ آخر الإصلاحات التي شملت ملعب محمد الخامس سنة 2007, أصبح يضم قاعة للاجتماعات و أخرى للندوات, و مركز للعلاج الطبي و آخر لفحص المنشطات, و أرضية نصف-اصطناعية بجودة عالية و لوحتان لنشر المعلومات بشكل إلكتروني على شاشة ضخمة.
 
 
 
الرئيس المؤسس
 
 
 
الحاج محمد بنجلون التويمي المزداد يوم 25 يناير 1912, من الجماعة الأولى المؤسسة لنادي الوداد الرياضي و أبرز اسم فيها و هو من الرعيل الأول المتعلم تعليما عصريا. حصل على الباكالوريا سنة 1933 و التحق بباريس من أجل الدراسة العليا في تخصص التجارة.
 
 
 
 
 
 
عاد إلى المغرب سنة 1935, و نشط داخل جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء و داخل بعض الجمعيات الرياضية. و لما أسس المرحوم الحاج محمد بن جلون نادي الوداد, كان على رأس أول مكتب مسير لهذا النادي.
 
 
 
 
 
 
بقي الحاج محمد على راس الوداد منذ تاسيسه سنة 1937 إلى سنة 1942. لكن انسحاب هذا الرجل من المسؤولية لم يكن يعني انسحابه من النادي فقد استمر إلى حين التحاقه بالرفيق الأعلى يوم 20 شتنبر 1997, أبا للوداد و الوداديين و ذاكرة و مرجعا فياضا حول تاريخ هذا الفريق و رجاله و لا يكاد يذكر اسم نادي الوداد عند الخاص و العام إلا و يذكر معه اسم المرحوم الحاج محمد بنجلون.
و قد سمي المركب الرياضي بن جلون على شرف مؤسس الوداد الذي يعتبر مفخرة المغاربة و الوداديين خاصة.
 
 
 
 
من هو الأب جيكو؟
 
 
 
 
 
 
 
الأب جيكو و الخميري و جلال
 
 
 
 
 
هو محمد بن الحسن التونسي العفاني, من مواليد 1900 ببلدة "إيسافن" القريبة من مدينة تارودانت, استفاد في مرحلة دراسته من ذكائه المتميز, و لما حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1918, رحل إلى فرنسا, حيث تلقى تكوينا بنكيا بين سنوات 1918-1922, أهله ليصبح إطارا بمؤسسة بنكية بالمغرب هي "القرض العقاري للجزائر و تونس", و بعد نهاية عهد الحماية تكلف السيد محمد بن الحسن بقم الشباب بوزارة الشبيبة و الرياضة, في أول حكومة تشكلت في عهد الإستقلال, و بعد سقوط هذه الحكومة عاد إلى وظيفته الأصلية.
كان السيد محمد بن الحسن, ممارسا رياضيا, مارس لعبة كرة القدم في صفوف عدة أندية, لعل أبرزها US Athlétique "اليوسا" النادي الذي أحرز لقب البطولة المغربية سنتي 1927 و 1929. و بين سنوات 1932-1937 انصب اهتمامه على فرق كرة القدم الحرة, و كانت ثقته في نفسه, و إمكانيات عطاءاته, من وراء مساهتمه في تأسيس نادي الوداد الرياضي, و تدريب هذا النادي ليصبح معجزة رياضية في تلك الفترة.
 
 
 
 
 
لقب "الأب جيكو"
 
 
 
 
 
يطلق على السيد محمد بن الحسن العفاني, لقب "الأب جيكو" و هو لقب روى العارفون أن له حكاية : ذلك أن أحد الصحفيين الفرنسيين كتب على أعمدة جريدة فرنسية مقالا رياضيا ادعى فيه أن اللاعب محمد بن الحسن يقلد في بعض حركاته الرياضية داخل الملعب اللاعب "جيكو", و كان هذا الأخير يلعب ضمن صفوف نادي اليوسا, و رغم أن هذا التشبيه المصحوب ببعض الإعجاب أغضب السيد محمد بن الحسن, و جعله يرد في نفس الجريدة بمقال مضاد, فإن ذلك لم يمنع الجمهور الرياضي من ترديد ذلك اللقب إلى أن أصبح أمرا واقعا, ثم أضيف إلى لقب "جيكو", لقب "الأب" ليصح هو "الأب جيكو", و لا شك أن أخلاق السيد محمد بمن الحسن, و إلمامه بلعبة كرة القدم, فنا و قوانينا, هو الذي منحه لقب "الأب".
 
 
 
 
الأب جيكو : مثقف الرياضيين, و رياضي المثقفين
 
 
 
 
 
 
 
كان الأب جيكو من المثقفين البارزين في وقته, و من الرياضيين المتوفرين على إلمام واسع بالرياضة, و عبر ميزة الجمع بين الثقافة و الرياضة, أبدع و خلق.
فعلى المستوى الثقافي, كان الأب جيكو يتقن عدة لغات, فصيحا في استخدام اللغة الفرنسية, بشهادة أهلها, خطيبا مفهوما في المناسبات الرياضية, بطريقة تنتزع تصفيقات الحاضرين, شكلا و مضمونا, و في سنة 1935 برز اسمه كأول صحافي رياضي مغربي يكتب باللغة الفرنسية, في إحدى الجرائد التي كانت تصدر بمدينة الدار البيضاء. و في إطار هوايته -الصحافة الرياضية- أجرى السيد محمد بن الحسن عدة استطلاعات و استجوابات لصالح الإذاعة.
 
و إلى جانب ثقافته العامة, كان الأب جيكو واسع الإلمام بعالم الرياضة عامة, و كرة القدم على الخصوص, و قد زكى إلمامه بالحصول على ديبلوم التدريب من انجلترا, فكان أول مغربي يتوفر على دبلوم مدرب. و لتعزيز معلوماته في الثقافة الرياضية و تجديدها, كان الأب جيكو يتابع تطورات كرة القدم من خلال الإطلاع على الأبحاث و الدراسات التي تنشر في أوروبا, كما كان مولعا بالسفر إلى الخارج على نفقته الخاصة لمشاهدة مباريات دولية, و الوقوف على خصوصيات المدارس العالمية في كرة القدم, و محاولة الاستفادة من إيجابيات كل مدرسة, لتطبيق ذلك في الملاعب المغربية.
 
و في ملاحظاته و تجاربه, كان الأب جيكو يرى أن مدرسة كرة القدم المغربية, تتقارب و تتشابه مع مدرسة أمريكا اللاتينية, بسبب تشابه طريقة اللعب.
 
و لعل هذه الصفات, و هذا هو ما جعل السيد الحريزي يضفي على الأب جيكو صفة عملاق الأربعينيات, حيث وصفه بأنه كان في هذه الفترة : عملاق مسيري الوداد, و عملاق الخطباء في المغرب, و عملاق المتواضعين في اللباس و المعيشة, و عملاق مطالعي الكتب و الصحف, و عملاق المدافعين عن الكرامة و الرافضين لأي دوس لها.
 
 
 
 
 
 
الأب جيكو و الوداد
 
 
 
 
 
 
 
 
إن أول من استفاد من حنكة و عبقرية الأب جيكو هو فريق الوداد تسييرا و تدريبا, حيث وجد هذا الفريق في الأب جيكو الرجل الكفؤ و المهيأ و المتفرغ و المحامي المتطوع. فالأب جيكو هو مدرب تشكيلات الوداد الأولى, و هو العقل المدبر لمسيرة الوداد الرياضية في بدايتها, و الساهر على رسم مستقبل الفريق عن طريق اختيار لاعبين من الفرق الشابة, و العناية بهم ليكونوا اعمدة المستقبل, و كان الأب جيكو في تدريبه للوداد لا يتنازل عن سلطته كمدرب, فهو الوحيد الذي يعرف تشكيلة الفريق, قبل اي مقابلة, كما كان إذا حدد تشكيلة الفريق لأي مواجهة لا يخضع أو يساوم إطلاقا و لو حول لاعب واحد من لائحة الـ11 لاعبا التي اختارها و حددها, و لا شك أن هذه الصرامة من جملة العوامل التي منحته صفة مدرب عن جدارة و استحقاق.
إلا أن العلاقة بين الأب جيكو و الوداد, رغم حميميتها لم تخل من عثرات و سحب, و من أول المشاكل في هذا الباب, ما وقع عند التحاق العربي بنمبارك بالوداد, و مغادرة الأب جيكو للفريق و تركه فراغا كبيرا, اضطر معه الحاج محمد بنجلون للسفر إلى تارودانت و العودة مصحوبا بالأب جيكو إلى فريقه. و إذا كان الأب جيكو قد بلغ في الأربعينيات مع الوداد شأنا عظيما, ففي الخمسينيات بدأت مكانته تتراجع لأسباب بدأت بانفراط عقد المجموعة الملتحمة التي كانت تسهر على تسيير الوداد, فكان لتغير الأحوال و لصرامة الأب جيكو, و رفضه تغيير عقليته, و السير عكس ما يرضاه ضميره, أن تعرض هذا الرجل لمؤامرة أبعدته عن فريق الوداد.
 
توفي الأب جيكو -رحمه الله- سنة 1970 تاركا وراءه ذكرى طيبة على المستوى الأخلاقي و الإنساني, و مدرسة في كرة القدم بكل مقوماتها الصالحة لأن تكون ميزة للمدرسة المغربية.
 
 
 
 
 
 
عبد الرزاق مكوار    لن ننساك 
 
 
 

إنه بدون شك الرئيس و الأب الروحي لنادي الوداد الرياضي وأحد أهرام الكرة المغربية و الرياضة بصفة عامة.
رئيس وداد الأمة لمدة 20 سنة (1992 ـ 1972 )، رحل في الخامس من يونيو سنة 2009 تاركا ورائه إسما دون بأحرف من ذهب، كلها إنجازات وألقاب وبطولات وطنية وخارجية.
رحيل عبد الرزاق مكوار لم يشكل خسارة لكرة القدم وحسب، بل إعتبر خسارة للمجتمع المغربي، خسارة رجل دولة تقلد مسؤوليات سياسية وكان مثالا للرجل الديبلوماسي الذي جعل خدمة بلده فوق كل إعتبار دخل التاريخ بواسطتها، وحين اقتحم الميدان الرياضي، كان هرماً من أهرامات التسيير الرياضي، كان سباقا الى العديد من اللغات التي ظهرت في ميدان كرة القدم، فالرجل كان أول من فسح المجال لعناصر في ممارسة كرة القدم على المستوى الوطني ليتطلعوا الى الخارج وساعدهم، وكان أول من تكلم لغة الإشهار والاستشهار، كان سباقا لتنظيم (موندياليتو)، كأس العالم لأقل من 15 سنة بالمغرب, وكان رحمه الله من الأوائل الذين فكروا في احتضان المغرب وتنظيمه لكأس العالم في كرة القدم، ساهم بشكل كبير في تطور فريق الوداد، الذي حقق العديد من الألقاب والإنجازات والبطولات، أول من خصص الأجرة الشهرية للاعبين، وفرض على إحدى المؤسسات المستشهرة توظيف اللاعبين وساهم في تحسين وضعيتهم الاجتماعية، ترك بصمات كبيرة، ساعد العديد من اللاعبين الراغبين في الاحتراف،أول من أرَّخ ورسخ فكرة جلب أندية عالمية لتتبارى مع أندية وطنية وبالأخص فريقه العريق فريق الوداد، بالإضافة الى أنه كان رجل مبادرات عديدة.

كان رحمه الله مثالا للمسير الرياضي، كان يستشرف المستقبل، وخير دليل على ذلك، استشرافه حول الرياضات المتعددة، والمركبات الرياضية الضرورية لأي عمل رياضي جاد، كان أحد أوائل المسيرين الذين أنشأوا المدارس الرياضية لكرة القدم من خلال التكوين،  قام بمبادرات لم يقم بها أحد من بعده، كان متخلقاً، طيباً ديبلوماسيا، كان يحب الرياضة من قلبه وبعقله.

كما شغل المرحوم عبد الرزاق مكوار، إلى جانب التسيير الرياضي، منصب سفير للمغرب بهولندا من مارس1975 إلى أكتوبر1976 .

رحل إذن الحاج مكوار في جنازة شهدت حضورا مكثفا، شمل كل الفعاليات الرياضية، من الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجنرال حسني بن سليمان، ووزيرة الشباب والرياضة السابقة نوال المتوكل، مسؤولي الأندية الوطنية لكرة القدم، حكام دوليين، لاعبي الفريق الأحمر الحاليين والقدامى، جماهير ودادية غفيرة أثثت فضاء مقبرة الشهداء، لتشييع الفقيد في جو من الخشوع والحزن والألم..

دموع لم تفارق عيون عدد من الذين عاشوا وعاشروا الرجل الذي خدم الوداد بتفان وبإخلاص..